إنَّ أَولى ما صُرِفت إليه أوقات طلَّاب العلم الاشتغال بعلم الفقه؛ لقول النبيِّ صلى الله عليه وسلَّم في الحديث الصحيح: (مَن يُرِد اللهُ به خيرًا يفقِّهْه في الدِّين)، ولذا فقد حَرَص العلماء على تعلُّم الفقه وتعليمه، ونشأت فيه مدارس متعدِّدة، وحاز قصب السبْق في هذا الميدان مذهبُ الإمام الأعظم أبي حنيفة النعمان، على يد الإمام محمَّد بن الحسن الشيبانيّ، مدوِّن المذهب وناشره، رحمهما الله تعالى. وصُنِّفت بعد كُتب الإمام محمد تآليف كثيرة، بين مختصَر ومطوَّل، ومدقَّق ومحرَّر، فكان منها المتون والشروح والحواشي. والمتون ألَّفها حُذَّاق الأئمّة، وكبار الفقهاء المعروفين، وقد اشتهر أنّها موضوعةٌ لنقل أصلِ المذهب، ومسائلِ ظاهر الرواية. وأشهر هذه المتون المعتمَدة في ضبط المذهب الحنفيّ: الوقاية والمنتقى من كتاب الهداية، وكنز الدقائق، والمختار، ومجمع البحرين لابن الساعاتي، ومختصر القُدُوريّ.
وفي هذه الدورة سوف نكمل الأبواب الأخيرة من كتاب "مختصر توفيق الرحمن" الذي هو شرح لمتن كنز الدقائق.
- أن يكون الطالب قد درس أحد كتب المستوى الأوَّل: مراقي الفلاح، أو مراقي السعادات، أو متن القُدُوري
- أحكام المعاملات مِن متن مهمٍّ جمع مسائل المذهب على قول الإمام أبي حنيفة، فمَن حفظه وفهمه يكون قد حفظ قولَ إمام المذهب المجتهد، وغالبًا تكون الفتوى على قوله، ويقال إنَّه جمع فيه أربعين ألف مسألة من مسائل مذهب الإمام، ففيه بيان سَعَة المذهب من أوائل ظهوره في القرن الثاني الهجري