هو نوع خاص من علم أصول الفقه، أهمِّيَّته هي أهمِّيَّة علم أصول الفقه، وفيه زيادة تدريب وتركيز على المسائل، وتدريبٍ على تطبيق القواعد واستنباط الأحكام منها، أي هو أسلوب من أساليب كتابة علم أصول الفقه. وما يُدْرَس فيه إجمالًا هو أبواب أصول الفقه، ومسائل أصول الفقه بشكل تطبيقيِّ.
من المعلوم أنَّ علم أصول الفقه قد ألَّف فيه الكثير واعتُني به من قِبَل العلماء على مدى العصور، لكنَّ كتابنا هذا في هذا النوع الخاصِّ من علم أصول الفقه -وهو علم تخريج الفروع على الأصول- مِن أحسن الكتب التي أُلِّفَت بهذا الصدد، لما له من اهتمام كبير بتدريب الطالب على الاستنباط والمحاكمة، وكذلك لأسلوبه البديع المبتكر في التصنيف. ومؤلِّفُه هو: أبو عبد الله محمَّد بن أحمد بن علي الشريف الإدريسي التلمساني، ولد عام 710 وتوفي عام 771 للهجرة كان علَّامة المغرب في زمنه، وكان أصوليًّا بارعًا. وبرع كذلك في الفلك والحساب والمنطق والتاريخ والهندسة والفلاحة إلى جانب علمه الوفير بعلوم الدين من تفسير وحديث وأصول الدين. وهو ينتسب إلى أسرة علم وتقوى وشرف ونباهة ونبل وصلاح وحسن تديُّن؛ فقد كان حسنيَّ النَّسَب، وقد كان أثر الشرف باديًا في خَلقه وخُلُقه. ويعَدُّ أبو عبد الله من فحول العلماء وأعلام الصلاح والتقوى، ومثالًا حيًّا جليًّا للحركة الفكريَّة والعلميَّة المزدهرة في عصره، فهو إمام في التفسير، عالم بقراءاته ورواياته، وفنون علومه من بيان وأحكام وناسخ ومنسوخ وغيرها، محدِّث بارع في علوم الحديث متنه وسنده، صحيحه وسقيمه، غريبه وفقهه، إمامٌ في أصول الدين أَلَّف كتابًا في القضاء والقدر، فقيه مجتهد في الأصول والفروع ثبتًا وتحصيلًا واسعُ المعرفة بالأحكام ووجوه الاستنباط منها. وخبير بعلوم العربية وآدابها وقواعدها نحوًا وصرفًا وبلاغةً وبيانًا، قويٌّ في غريب اللغة والشعر والأمثال. وقد كثر ثناء علماء قطره من شيوخه وغيرهم عليه، وقد ترجم له ابن خلدون في كتابه التعريف.
- أن يكون الطالب قد درس قبله أحدَ الكتب في علم أصول الفقه، مثل: إفاضة الأنوار شرح المنار، أو النامي شرح منتخب الحسامي
- سيستفيد الطالب من دراسة هذا العلم التدرُّب على تطبيق قواعد أصول الفقه واستنباط الأحكام بها، وبالخصوص هذا الكتاب؛ لأسلوبه الخاصِّ وطريقته المبتكرة التي لم يَسْبِق المصنِّف إليها أحد
