اهتمّ العلماء بعلمَي التوحيد والفقه؛ لتوقّف صحّة عمل القلب على سلامة العقيدة، وتوقّف صحّة عمل الجوارح على علم الفقه. وسوف ندرس في المستوى الأول من علم الفقه الكتاب المسمَّى بــ(مراقي السعادات في علمي التوحيد والعبادات) الذي وضعه على مذهب السادة الحنفية الإمامُ أبو الإخلاص حسنُ بن عمار الشرنبلالي (994-1069 هـــ). وينقسم هذا الكتاب -كما هو واضح من عنوانه- إلى قسمين، الأول: في علم التوحيد، والثاني: في قسم العبادات من علم الفقه.
ومؤلف الكتاب كما وصفه الـمحبي في خلاصة الأثر: أحسن المتأخِّرين ملكةً فِي الفقه، وأعرفُهم بنصوصه وقواعده، وأنداهم قلمًا فِي التَّحرير والتصنيف. وكان المعوَّل عليه فِي الفتاوى في عصره. درس بجامع الأزهر، وتعيَّن بالقاهرة واشتغل عليه خَلقٌ كثير، وانتفعوا بِهِ.
ويمتاز قسم العبادات من كتاب(مراقي السعادات) بجمعه ما لا بدَّ منه للمبتدئ في تعلُّم أركان الإسلام الخمسة، بأسلوب سهل مبسَّط، خالٍ عن كثير من التفريعات التي يندر احتياج المبتدئين إليها، مع أنها موجودة في كتابه (متن نور الإيضاح). كما أن (مراقي السعادات) يمتاز عن (نور الإيضاح) وشرحه (مراقي الفلاح) بإضافة قسم التوحيد في بدايته، وكتاب الزكاة وكتاب الحج في آخره. ومن التبسيط والزيادة تظهر مناسبة الكتاب للعامة، وأولويَّةُ الابتداء بتعلُّمه. ويظهر من خلال الكتاب مدى تمكُّن الإمام الشرنبلالي من المذهب الحنفي، ومدى خبرته في تدريس هذه المادة.
وقد قدَّمت للكتاب بمدخل في الترغيب بتعلُّم العلم الشرعي عمومًا، والتعريفِ بعلم الفقه خصوصًا، والتعريف بأئمة المذاهب الأربعة إجمالًا، ثم شرعت في شرح عبارة الكتاب شرحًا مبسَّطًا في اثني عشر درسًا، مرفقًا بشرائح البوربوينت التي اختصرت فيها الشرح، وأسئلة بسيطة على كل درس من الدروس. وسوف يستفيد المشارك في هذه الدورة تصحيحَ عبادته على مذهب السادة الحنفية.
- معلم: Anas Almusa
