ممّا لا غنى لطالب العلم عنه دراسة علم الفقه بجميع أبوابه، كيف لا وهو الطريق لمعرفة الأحكام الشرعيّة لكلّ ما يعرض للإنسان في حياته من عبادات ومعاملات وأقضية وأحكام، وإنّ تعدّد الكتب المدروسة وفق المذاهب الأربعة المعتمدة أمرٌ مفيدٌ لطالب العلم في المراحل المتقدّمة، وللمفتي ليكون على اطلاع على مذاهبهم وآرائهم؛ فلا يخرج عن أقوالهم واجتهاداتهم.
ومن هنا جاء اختيار برنامج الإجازة لكتاب معتمدٍ في فقه الإمام الشافعيّ رضي الله عنه لمؤلف فقيه ثقة، محرّر العبارة، واضح التقسيم، مبيّن الأقوال، ألا وهو كتاب عمدة السالك وعدة الناسك.
- معلم: Anas Almusa
مؤلف هذا الكتاب: أحمد بن لؤلؤ بن عبد الله الرومي، أبو العباس، شهاب الدين ابن النَّقِيب الشافعيّ، كان أبوه (لؤلؤ) روميًّا من نصارى أنطاكية. ربّاه أحد الأمراء وأعتقه، وجعله نقيبًا، فتصوّف في البيبرسيّة بالقاهرة. ونشأ ولدُه صاحب الكتاب فكان أولاً بِزَيِّ الجندِ، ثم حفظِ القرآنَ وتفقّه وتأدّب، وجاور بمكّة والمدينة مرّات. قال ابن حجر: كان مع تشدده في العبادة، حلوَ النادِرَةِ كثيرَ الانبساطِ، ومات بالطاعون (ت 769هـ).
وتأتي أهمّية هذا الكتاب من أنّ مادته العلميّة صيغت بعبارةٍ محكمة واضحةٍ مفصّلةٍ سهلةٍ، يَنالُ منه القاصدُ مرامَهُ بسهولةٍ، واقتصر فيه على الصحيح من المذهب؛ على ما نقل عن شيخَي المذهب: الرافعيِّ والنوويِّ، أو أحدِهما، ويذكر أحيانًا الخلاف في ذلك، ويوضّح الراجح من المرجوح بينهما.
سيتعرف المتعلم بصورة مخترة على الصحيح من المذهب الشافعي؛ على ما نقل عن شيخَي المذهب: الرافعيِّ والنوويِّ، أو أحدِهما، مع ذكر الخلاف في ذلك أحيانًا، وتوضيح الراجح من المرجوح بينهما.وستكون دراسة الكتاب وتدريسه: بشرح متن الكتاب مع تدقيق الألفاظ لغويًّا، والإشارة إلى بعض مواطن الخلاف مع بعض المذاهب الأخرى، وبيان مأخذ كل قول وتأصيله.