لمحة عامة عن الدورة
تهدف هذه الدورة على التعرف على رسول الله صلى الله عليه وسلم من خلال كتاب
( سيدنا محمد رسول الله ﷺ شمائله الحميدة وخصاله المجيدة )
عن الكتاب
لقد جمع الكتاب هذا فصولا موجزة تعبر عن بعض الشمائل المحمدية وتحكي بعض جوانب اخلاقه العلية وسيرته السنية لعلها تذكر العاقل وتنبه الغافل وتعلم الجاهل . وان حقا على جميع العقلاء المكلفين ان يتعرفوا الى هذا الرسول الكريم وشمائله الحميدة وخصاله المجيدة
عن الكاتب
بقلم صهره الأستاذ الدكتور نور الدين عتر رحمه الله :
ولد سنة 1924م، في بيت علم وولاية، ورعاه والده الشيخ الإمام محمد نجيب سراج الدين.
وقد التحق بالمدرسة الشرعية (الخسروية)، ونبغ بين أقرانه، وحفظ القرآن، واشتغل بحفظ الحديث ودراسته.
وكان شيخه الشيخ محمد راغب الطباخ رحمه الله (مؤرخ حلب ومحدثها) يفخر به؛ لنبوغه بالعلم عامة، وفي الحديث خاصة.
بلغ محفوظه نحو ثمانين ألف حديث؛ من أحاديث السنة والمسند والترغيب والترهيب والتفسير وغير ذلك.
عندما وصل الشيخ السنة الأخيرة تغيرت مناهج (الخسروية)، وأُدخل عليها منهاج وزارة المعارف بكامله، وخفَّت مناهج العلوم الشرعية؛ فاعتزل الشيخ المدرسة، ولم يبال بفوات الشهادة، وعكف على علوم الشريعة بدأب عظيم وإشراف وتوجيه والده.
واعتنى عناية كبيرة بمختلف علوم الشرع وعلوم العقل واللغة حتى صار بحراً في كل علم منها، وما لبث أن طار صيته في العلوم الشرعية وخاصة علم الحديث ومصطلحه، وعُهِد إليه بالتدريس في المدارس الشرعية والشعبانية، إضافة إلى دروسه العامة في المساجد، وكانت في أصعب وقت (بعد طلوع الفجر)، أربعة دروس أسبوعياً.
اعتنى رحمه الله بالاتصال بالعلماء في سفرات الحج والعمرة، ورحل رحلات كثيرة إلى دمشق وحمص وحماه، وإلى بغداد، وإلى القدس، واتصل بعلمائها، وكان محط إعجابهم.
وكانت عنايته في دروسه بالعلم الشرع، والمعارف الإلهية، ومحبة النبي صلى الله عليه وسلم، حتى صارت دروسه متميزة بذلك، واعتمد بكل ذلك على الجمع من القرآن والحديث، والتوفيق بين كلام العارفين وكلام الله ورسوله، والرد على المنكرين، حتى كانت مدينة له بإنقاذها من كل فكر متطرف شاذ.
ومن منهجه رحمه الله أنه يكره أشد الكره: تكفير المسلمين، أو التسرع برمي مسلم بالضلال والابتداع، وكان يقول لرجال الفكر مخالفي السنة: " نحنن هنا أهل السنة ليس عندنا إشكال ضد أحد، إنما الإشكال عندكم بتكفير مَن يخالفكم بالحكم عليه بالضلال أو الفسق، فراجعوا أنفسكم".
وحفلت كتبه بالحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبيان سيرته، وقد خصص بعض الكتب لهذا الغرض، مثل كتاب: "سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم "، وكتاب "الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "، وكتاب "شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله".
ولا حظ فضيلته ـ أعلى الله مقامه ـ حاجة حلب لمدرسة شرعية تُخَرِّج طلاب علم أقوياء في العلوم الشرعية، ويَصلحون لإمامة المساجد والخطابة، فافتتح مدرسة الشعبانية، بدأ بذلك سنة 1960م، وكانت الفكرة مستغربة، ولكن ما لبثت أن صارت مطمحاً للعلماء في حلب وغيرها؛ فافتتحت مدارس عديدة أفادت من تجربته في مدرسته، في المعرة ودمشق، وقد تميزت مناهجها بالتكامل؛ فهي علمية شرعية، تتضمن علوم اللغة العربية، ومناهج تربوية إيمانية.
وكان عظيم الورع يحتاط من أي شبه، ولا يرضى أن يُطعن عنده في أحد.
وقد توفي رحمه الله مساء يوم الاثنين 20 ذي الحجة 1422 هـ الموافق 4/ 3 / 2002 م عند أذان العشاء رحمه الله رحمة واسعة