
إنَّ علم النحو أحدُ علوم الآلة التي هي: النحو والصرف والبلاغة والمنطق، وسمِّيَت بعلوم الآلة لأنَّها آلةٌ لفهم العلوم الأخرى، وقد ألَّف السَّكَّاكيُّ كتابَه الذي سمَّاه "مفتاح العلوم" وجعله في النحو والصرف والبلاغة. والأهمُّ من العلوم الثلاثة علمُ النحو؛ فهو يعلِّمنا نظامَ تركيب الجُمَل وتغيُّرَ أواخر الكلمات، وهو أنفع وأجلُّ العلوم اللغويَّة، حتى كانت العرب تَكْره اللحْنَ في الكلام، وتعتبره عارًا على صاحبه، قال سعيد بن سَلْم: دخلتُ على الرشيد، فبهرني هيبةً وجمالاً، فلمَّا لحن خفَّ في عيني، وقال عبد الله بن المبارك: اللحنُ في الكلام أقبَحُ مِن آثار الجُدَري في الوجه. لذا اهتمَّ العلماء بتأليف كتب النحو، وعلى رأسهم "ابن هشام" الذي كتب شرح شذور الذهب.
وسوف تشمل هذه الدورة الثانية من "شرح شذور الذهب": النكرة والمعرفة والمرفوعات والمنصوبات والمجرورات.
- معلم: Shaykh Ahmad al Ahmad
- أن يكون الطالب قد درس قبله شرح "متن الآجُرُّومِيَّة" أو ما في مستواها
مَن يَدرس كتاب "شرح شذور الذهب" يدرك أنَّه انفرد عن الكتب النحويَّة الأخرى بالفوائد الغريبة والمباحث الدقيقة والاستدراكات العجيبة والتحقيق البارع والاطِّلاع المفرد، فيستفيد ثروة علميَّة كبيرة في النحو والصرف والإعراب، وفوائدَ أخرى لها صلة بالبلاغة والعروض والتفسير والقراءات وعلوم القرآن والحديث لا توجد عادة في غيره، وإن وجد بعضها ففي المطولات والحواشي، دون خطأ مردود.