كان لكتاب المجموع الذي شرح فيه الإمام النووي (المهذّب) للشيرازيّ أهمِّيّةٌ عند العلماء عامّة والشافعيّة منهم خاصّة، وذلك لكثرة فوائده، ووفرة فرائده، وعِظَم منافعه، ولذا فقد اختصره الشيخ إسماعيل المجذوب الحمصيّ في كتاب سمّاه مختصر المجموع، وقدّم له بمقدّمة حوت جملة من الفوائد والفرائد، وهو الذي سيقوم بتدريسه في هذه الدورة.
ومؤلّف المجموع هو الإمام النَّوَوِي (631 - 676هـ = 1233 - 1277م) وهو الإمام أبو زكريا يحيى بن شرف النووي، العلَّامة بالفقه والحديث. مولِدُه ووفاته في نَوى (من قرى حوران، بسورية) وإليها نسبته. تعلّم في دمشق، وأقام بها زمنًا طويلا.
من كتبه: تهذيبُ الأسماء واللُّغات، ومنهاج الطالبين، والدقائق، والمنهاج في شرح صحيح مسلم، والتقريب والتيسير في مصطلح الحديث، ورياض الصالحين مِن كلام سيد المرسلين، وشرح المهذَّب للشيرازي، وروضة الطالبين، والتبيان في آداب حملة القرآن، وغيرها.
ومختصِرُ المجموع ومقدّمتِه التي سندْرُسها هو الشيخ إسماعيل عبد الكريم المجذوب، وُلِد في مدينة حمص عام 1945م، وهو من مشاهير العلماء والدعاة في مدينة حمص، وقد درس في معهد الفتح ونال الإجازة في الشريعة من الأزهر، وتأثّر بعلماء دمشق كالشيخ عبد الرزاق الحلبي والشيخ أديب الكلاس، درّس في عدد من المعاهد الشرعية والمراكز العلميّة في حمص وخارجها، وفي دمشق، وقد درّس فيها أمّهات الفقه والحديث والتفسير واللغة.من تآليفه: المختار من حلية الأبرار، اختصر فيه كتاب الأذكار للإمام النوويّ، وسقاية القلوب من أذكار السابقين، ومختصر المنهاج شرح صحيح مسلم للإمام النوويّ، والمختار من كفاية الأخيار،وصفحات مثمرة من علم الحديث، وغيرها، ومختصر المجموع للنووي. وما يزال ينتفع طلاب العلم بالشيخ، حفظه الله وأمتع ببقائه.