قيل لمحمد بن الحسن الشيباني رحمه الله: ألا تؤلِّف لنا كتاباً في الزهد؟ قال: ألَّفت لكم كتابًا في البيوع.
وقد استحقَّ سيدنا معاذ بن جبل رضي الله عنه مدح النبي صلى الله عليه وسلم لمعرفته بما ينبغي أن يأتي الإنسان وما يذر فقال عليه الصلاة والسلام: «أعلم أمَّتي بالحلال والحرام معاذ بن جبل».
هذا وقد قال العلماء: إنَّ مَن لم يتعلَّم أحكام البيوع وقع في الرِّبا شاءَ أو أبى.
وإنَّ المعاملات الفاسدة حكمها حكم الربا، وكسبها كسب خبيث، من هنا تأتي أهميَّة معرفة ما سندرسه في دورتنا هذه، ألا وإنَّه كتاب البيوع من كتاب «الاختيار» للإمام عبد الله بن محمود بن مودود الموصلي رحمه الله
أن يكون الطالب قد درس متنًا من متون الفقه الحنفي، واطَّلع خلاله على أحكام البيع، وذلك مثل «متن المختار»، أو «متن القدوري»، واطَّلع أيضًا على بعض الشروح، نحو «شرح النقاية» المسمى: «فتح باب العناية» للشيخ ملَّا علي القاري رحمه الله.
يتميَّز الكتاب بعناية مؤلِّفه بالدليل والتعليل، وتصوير المسائل، وذكر مواضع الخلاف مع المناقشة والترجيح، مما يعطي الدارس مَلَكَة فقهية، لذلك فهو يرتقي بالمبتدي ولا يستغني عنه الفقيه المنتهي، ولهذا يعدّ متنه أحد المتون الأربعة المعتمدة عند متأخري الحنفية، وشرحُه من أشهر كتب الفقه الحنفي.