يُعدُّ علم النحو من أهمِّ علوم اللغة العربية، ويثمر تعلُّمه تحصيلَ ملَكَةٍ يُقتدر بها على إيراد التراكيب التي وُضِعت وضعًا نوعيًّا لما أراده المتكلِّم من المعاني، ويتيسَّر به فهم معنى أيِّ مركَّب كان بحسب الوضع المذكور. ومن هنا فإنَّ معرفته ضروريَّة لأهل الشريعة؛ إذ مأخذ الأحكام الشرعيِّة كلِّها من الكتاب والسنَّة، وهما باللغة العربيَّة. وبالتبحُّر في هذا العلم يتمكَّن غير العربيِّ من فهم كلام الله تعالى وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم. ويُعدُّ الجارَبَرْدي واحدًا من أساطين النحو العربي، لا يقلُّ شأنًا عن ابن جنّي وسيبويه والسيوطي وغيرهم، وقد ضمَّ كتابه (المغني) آراء من سبقه، وزاد عليها بأنَّه بيَّن في كتابه وجهة نظره المبنيَّة على أسس استقرائيَّة استنباطيَّة تَنمُّ عن ثقافة واسعة ومعرفة غزيرة. وسوف ندرس في هذا الفصل والذي يليه هذا الكتاب لأهمِّيَّته. وسوف نكمل في هذا الفصل -السادس- دراسة القسم الثاني من كتاب المغني في النحو من بحث الاستثناء بخلا وعدا وحاشا إلى آخر الكتاب.
- ينبغي أن يكون الطالب قد درس قبل هذا الكتاب بعض المتون الأساسيَّة في علم النحو مثل الأجرومية وقطر الندى
يستفيد الطالب من دراسة علم النحو إصلاح لسانه، وفهم الكلام فهمًا صحيحًا، ويستفيد من دراسة هذا الكتاب خصوصًا التعرُّف المختصر في تفصيلات علم النحو المستقاة من مفصل الزمخشري ثم من كافية ابن الحاجب.